مفهوم تطوير الذات: خطوات عملية لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق النجاح
تطوير الذات هو عملية مستمرة تهدف إلى تحسين المهارات الشخصية والمهنية، وتعزيز الثقة بالنفس، وزيادة القدرة على تحقيق الأهداف. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم تطوير الذات وأهميته، بالإضافة إلى نصائح عملية لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق النجاح.
1. مفهوم تطوير الذات
تطوير الذات هو سُنّة الله في خلقه، وهو الشّعار الذي نادى به الكثيرون، وكان سبباً في تغيير مجرى حياتهم بل وتغيير مجرى التّاريخ أيضاً. لا يحتاج تطوير الذّات وتغييرها إلى أكثر من الإرادة القويّة والعزم الصّادق على التّغيير. قد يكون سبب هذا التّغيير موقفاً مرَّ به الشّخص، أو كلمةً كان لها أكبر الأثَر في نفسه.
2. نقطة البداية في تطوير الذات
يبدأ تطوير الذّات عند الإنسان من لحظة تحسين نظرته إلى ذاته، وإحاطتها بشيءٍ من التّقدير والاهتمام، بعيداً كلّ البُعد عن أيّ تجارب فشلٍ مرَّ بها سابقاً. أوّل خطوةٍ لإصلاح الذّات هي التقييم الذّاتي، وهي العمليّة الجادة والدّراسة الدّقيقة لذات الشّخص، ويكون ذلك عن طريق بيان نقاط ضعفه وقوّته، ورغبته الدّاخلية في التغيير إلى الأفضل.
3. تعريف الثقة بالنفس
الثقة بالنّفس تعني: اعتقاد الشّخص اعتقاداً جازماً بأنّ لديه القُدرة على إنجاز العديد من الأمور المفيدة، والتي قد يعجز عن إنجازها وتحقيقها العديد من أقرانه. ليس شرطاً أن يكون هذا الاعتقاد مُطابقاً تماماً للواقع الذي يعيشه ذلك الشّخص، ولكن يكفي مُجرّد الاعتقاد، الذي يُشكّل دافعاً قويّاً للشخص للإقدام وعدم التردُّد.
4. الثقة بالنفس والنجاح
تُعدّ الثّقة بالنّفس شرطاً من شروط النّجاح، ومُقوِّماً أساسيّاً من مُقوّماته. الشّخص من غير قَدَرٍ من الثّقة لا يستطيعُ إنجاز عمل ذا قيمة والنّجاح فيه؛ لأنّ الذي يفقد الثّقة بنفسه يخشى الإقدام والمُخاطرة، ويجد صعوبةً في إنجاز الأعمال التي تواجهه. غالباً ما تُبنى الثّقة بالنّفس من خلال النّجاح في الخطوة الأولى أو الثانية؛ فنجاح الشّخص في أوّل مرحلة يكون سبباً لرفع قدر ثقته بنفسه، ودافعاً للمُواصَلة وتحقيق نجاحاتٍ أخرى في حياته.
5. آليّة تطوير الذات والثقة بالنفس
يعتمد تطوير الذّات والثّقة بالنّفس على أمورٍ عديدة، على الشخص الحرص عليها ومعرفتها معرفةً دقيقةً، ومنها:
- العلم والعمل معاً: بذل الجهد والمثابرة الدائمة، ومعرفة أنَّ النجاح حليف من يؤمن بما يتعلّمه، وحليف من يكون واثقاً من براعتهِ وقُدرتهِ.
- التخيُّل الإبداعيّ: أن يرى الشّخص أو يتخيّل نفسه أنَّه ناجحٌ في المستقبل، وقد تطوّر وضعه وانتقل من حالٍ إلى حال.
- المَثَل الأعلى: أن يجعل لنفسه مَثَلاً ورمزاً للنّجاح، كأن يرى النّجاح في شخصيّة فلان من الناس، كافَحَ وجاهد حتّى وصل في نهاية الأمر إلى مبتغاه.
- تخصيص وقت للثّقة بالنّفس: بأن يُذكِّر الشّخص نفسه بالثّقة، فيجعل لنفسه مقداراً بسيطاً من الوقت -عشر دقائق مثلاً- ويقول: أنا واثقٌ من نفسي، ويُردّد ذلك مِراراً وتكراراً.
6. عوامل تطوير الذات
من العوامل التي تساهم في تطوير الذّات:
- تحويل الرّغبات إلى أهداف: رفع درجة الرّغبات إلى درجةٍ أعلى من مُجرّد رغباتٍ يتمنّاها الشخص، فيجعلها أهدافاً واضحةً، ثمّ يبدأ بوضع الإجراءات اللازمة لتحقيقها.
- البدء بالعمل فور تحديد الهدف: لا يتحقّق الهدف عند وقوف الشّخص مُحتاراً بين هذا الهدف أو ذاك، بل عليه أن يجزم في أمره ويُحدِّد هدفه، ثمّ ينطلق مُسرعاً للعمل والبحث في الطّرق والسُّبل المتاحة أمامه كافّةً.
ملاحظة: تطوير الذات عملية مستمرة تتطلب الصبر والمثابرة. ابدأ بخطوات صغيرة وثابتة لتحقيق التغيير الذي ترغب فيه.
للمزيد اطلع على المقال التالي: كيفية تعلم اي مهارة في 30 يوما
تعليقات