اتهام كمال داود بسرقة أدبية: قضية جديدة تهز الأوساط الأدبية في فرنسا والجزائر
في 14 فبراير 2025، رفعت السيدة سعدة عربان دعوى قضائية في فرنسا ضد الكاتب الجزائري كمال داود (Kamel Daoud)، الحائز على جائزة غونكور لعام 2024، متهمةً إياه بسرقة قصتها الشخصية واستخدامها كأساس لروايته الأخيرة "Houris"، التي حظيت بإشادة واسعة.
تفاصيل القضية
تدّعي عربان أن الرواية تستند بشكل غير قانوني إلى تجربتها الحياتية التي شاركتها خلال جلسات علاجية مع زوجة داود، الطبيبة النفسية عائشة دحدوح. وبحسب تصريحات عربان، فإنها كانت تروي قصصها الخاصة عن معاناتها مع الإرهاب في الجزائر خلال التسعينيات، ولم تكن تتوقع أن تتحول هذه الاعترافات إلى مادة أدبية منشورة دون إذنها.
في المقابل، نفى كمال داود أي مزاعم تتعلق بسرقة القصة، مؤكدًا أن روايته تعتمد على أبحاث معمقة وشهادات مختلفة وليس على تجربة شخصية واحدة فقط. كما أوضح ناشره، أنطوان غاليمار، أن الرواية تحمل طابعًا خياليًا بحتًا، وأن الاتهامات الموجهة إلى داود لا أساس لها من الصحة.
السياق العام للقضية
تأتي هذه التطورات في ظل توترات دبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، حيث تزايدت الانتقادات حول كيفية تناول الأدب والتاريخ لقضايا العنف والإرهاب في الجزائر. وقد سبق أن تعرض كمال داود لانتقادات في بلده الأم بسبب مواقفه الجريئة في بعض القضايا الاجتماعية والسياسية، ما جعل قضيته تأخذ بُعدًا أوسع.
من جهة أخرى، تشير مصادر قانونية إلى أن القضية قد تستغرق شهورًا قبل صدور أي حكم قضائي، نظرًا لتعقيداتها القانونية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والسرية الطبية. وإذا ثبتت صحة مزاعم عربان، فقد يؤدي ذلك إلى فرض تعويضات مالية عليها أو حتى سحب الرواية من الأسواق.
ردود الفعل
أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا في الأوساط الأدبية والثقافية في فرنسا والجزائر. فقد دافع بعض الكتّاب والنقاد عن كمال داود، معتبرين أن الأدب يستند غالبًا إلى وقائع حقيقية ولكن يعيد صياغتها بطريقة إبداعية. بينما يرى آخرون أن القضية تُسلط الضوء على ضرورة احترام خصوصية الأفراد، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواضيع حساسة مثل ضحايا الإرهاب.
وفي ظل تصاعد النقاش، لم يصدر كمال داود أي تعليق رسمي إضافي، بينما تستمر عربان في الدفاع عن حقها في الاعتراف بمساهمتها غير المقصودة في العمل الأدبي. وبينما يتابع الجمهور تطورات القضية، يبقى السؤال الأهم: أين يجب رسم الحدود بين الإلهام الأدبي والسرقة الفكرية؟
تعليقات